بقلم : أحمد عبدالحكيم
كان الإيرانيون قبل ثورة ١٩٧٩ يصلّون في البيت (خوفاً من الملاحقة الأمنية) ويحتسون الكحول علنًا تماشيا مع النظام السائد فى ذلك الوقت ، أما بعد الثورة الدينية فقد أصبحوا يحتسون الكحول في البيت ويصلّون في العمل والشارع والتجمعات الكبيرة (لإظهار مدى تديّنهم)”
من هنا يتضح أن فرض نمط حياة معين – سواء فرض ديني أو فرض لاديني – سينتج حتما مجتمعا مظهريا منافقا.
إن تأسيس نسق اكراهي يضغط سلبا على سلوك الانسان سواء دينيا أو لادينيا سينتج في المجتمع معايير مظهرية بحتة في تقييم سلوكيات الفرد.
في حالة الاكراه الديني مثلا سيتبارى الرجال في اطلاق لحاهم وابراز مظاهر التدين للجميع تحت مبدأ (انظروا الي وأنا أصلي) حتى يتم تصنيفهم ايجابيا بغض النظر عن قناعتهم الداخلية.
وفي حالة الإكراه اللاديني سيتسابق الكثيرون بابراز الشعارات الالحادية والمظاهر اللادينية طمعاً في رضى النظام عنهم أيضا بغض النظر عن ما وقر في قلوبهم.
وهنا في كلتا الحالتين سينعدم الجوهر الحقيقي وسيصبح المجتمع مجموعة من الممثلين لأدوار غير حقيقية فالقناعات لا يُمكن غرسها بالإكراه.
لا بد أن ندرك أن الفضيلة لا يُمكن فرضها اذا لم تكن نابعة من القلب , كما أن الرذيلة لا يمكن انهاءها عبر القوانين , فالقوانين تعاقب من ارتكب الرذيلة لكنها لن تمنعها من المجتمع ..
فالقوانين لن تتسلل إلى قلوب من ارتكب الرذيلة لحثهم على تغيير المسار هى مجرد رادع لا اكثر ..
انا هنا اتحدث عن الجوهر الحقيقي للإنسان وليس ما يظهره أمام الناس .. اتحدث عن روحه وتوجهه الداخلى الذى يشعر
به .
فكما يقول الامام الغزالي رحمه الله : “الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل ،كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن، فالحرية النفسية والعقلية أساس المسئولية .
زر الذهاب إلى الأعلى