أتذكرون الشام أم لا تذكرون..
بقلمي أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية.
باسم الدموع
التي ذرفتها لأجلكم
باسم العيون
التي بها سكنتم
باسم الجفون
التي ضمتكم
أتذكرون أم لاتذكرون
ورودا تحت الشبابيك
ورسائل معطرة
بالشوق والحنين
وخرابيش الحروف
وكاسيت لنزار وحليم
والغمزات والبسمات
على دروب المدرسة
ووشاح صوفي بني
لف شتاء وجهكم
وحدائق الياسمين العارشة
وطريق اللوز والزيتون
أكل هذا أصبح بعيدا؟
في ذاكرتكم وقلوبكم
ولا يثير عواطفكم
آه أيها الزمن الحزين
كم أصبحت معتقا
وكم طال اعتقالك
وسنين سجنك
وتمتد أمواج بحرك
فتجعلنا جميعا
في مياهك غرقى
وأصبحنا بدمع الذكرى
حزانى ومرضى
فأرسلوا لحبيبي
أن تعيد النظر
وتفكر في الأمر
في برلين ومصر
وعمان و أنقرة
وباريس ولندن
وسيدني وأوسلو
وأينما كانت وحلت
أرسلوا لحبيبتي السورية
عبر نسيم الفيس
عبر اسرع بريد الكتروني
أرسلوا لها
وبلغوها أني بلا آفاق
وأن الياسمين لها مشتاق
وبلغوها أن الوطن في جنون
وأن الرجال في جنون
وأن الحروب كارثة
وأن سيوف الشام تكسرت
وأحنت أسنتها للعقل مستسلمة
وأنه لا ينفع في الحروب
عشق ومعارك عنتره
وأن الرجال قلقه
أن تصبح قبل عودتها
خبرا تنسخه المطبعه
ونعوة على حاوية مزبله
وأن هذا الجنون
ليته في الذاكره
لا يحتل إلا ساحة غائبة
وأن الكلمات في سم الشوارع
وساحات وحدائق الياسمين ضيقه
وأن كابوس الشام ينزاح عنها
وأن تغلق نوافذ كوابيس المنفى
فيوم تلو يوم
يشتاق الصباح السوري لقهوتها
وأن شرفات المنازل تفتقدها
وأن العصافير تغرد حزينة
وأن الشمس لا من يغويها
لتسترسل أشعتها
وأن الصفصاف في خريف دائم
وأشجار الزيتون تنتظر بركتها
ومطر اللقاء بها
واصوات الباعة قد خرست
فخاوية حاوياتها
من التمر الهندي
وعرق السوس البلدي
ولا ألحان ولاموسيقى لها
تلك هي الشام عركتها الأحزان
فهلا أشفقت عليها
وأن تكف عن رسمها في العيون
وأن تكتحل بك شام العيون
وأن تدير طرفك لصورها المؤطرة
فهلا أتيت فمراسم الاستقبال منتظرة
وأطواق الياسمين متهيأة
في صمت أبيض
يزداد باقتراب عودتك القريبة
تعالي في هذا الحزن
تعالي وجهزي حقائبك الكبيرة
فعند وصول قوافلك الرحالة
من بقاع الدنيا
ستكون خاتمة أحزان الشام
ونهاية مأساتك ومأساتها
نقيم الأعراس وطقوس الفرح
بلا قصب الناي وأناته
تعالي لنرى الشام من جديد
وننثر بلقائك الأغاني
فها هي تدعوك وأبنائها
باسم الدموع
التي ذرفتها لأجلكم
باسم العيون
التي بها سكنتم
باسم الجفون
التي ضمتكم
أتذكرون الشام أم لا تذكرون.
زر الذهاب إلى الأعلى