أتدرى ما هو الشرط الرئيسى لصحة قبول الصلاه ؟؟؟
بقلم / محمــــــد الدكـــــرورى
نحتاج جميعا الى الطهاره ونحتاج الى طهارة القلوب قبل طهارة الأبدان ولكن سوف اتكلم
عن طهارة الأبدان والوضوء أى ازالة الحدث الأصغر لأن هناك بعض الناس من لم يحسن
الطهاره وبذلك تكون صلاته بها شك أو نقصان لعدم اتمام الركن لها وهو طهارة البدن
وطهارة الملبس فلا تصح صلاه بغير طهاره كما قال رسولنا الكريم ” لا صلاة لمن لا وضوء
له ” فكان الناس في الجاهلية على حال مزرية من الجهالة والفساد والسوء، حتى في شأن طهارة أبدانهم، فلم يكونوا يُعنون بتطهيرها ولا إكرامها.
فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم وجاء الله بالإسلام تغير القوم، فتحولوا من الغلظة
والجفاء إلى النقاء والصفاء وأصبح ذلك الأعرابي الذي يُمضي الأيام لا يمس الماء، أصبح
يتوضأ بالماء خمس مرات كل يوم، كما أصبح الغُسل محل عناية الشرع، فهو واجبٌ أحياناً، ومستحبٌ أحياناً أخرى، بصفات في غاية الطهر والنقاء.
ولم يكن التطهر أمراً يسيراً عند المسلمين، بل كان أمراً مهماً أشد الأهمية، فمن لم
يتطهر لم تصح صلاته، ومن لم يصل فليس بمسلم ، ولقد رتب الله على التطهر عظيم
الثواب ، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه
خرج من وجهه كلُّ خطيئة نظر إليها بعينه مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من
يديه كلُّ خطيئة كانت بطشتها يداه مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كلُّ
خطيئة مشتها رجلاه مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقياً من الذنوب ” .
وما دامت الطهارة في دين الإسلام بهذه القيمة والمكانة، فإنه ينبغي على المسلم أن
يحرص أشد الحرص على تعلّم أحكامها وآدابها ، فلعلنا أن نتطهر طهارة تحُتُّ الذنوب،
وترضي علّام الغيوب، وتدخلنا في عداد الذي اتبعوا السُنة الذين قال الله فيهم: ” قُلْ إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ . وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ “.
فمن أحكام الطهارة أن يستتر الإنسان عن الأنظار عند قضاء حاجته، وإن كان في خارج
البنيان فليبتعد عن الناس قليلاً، ولا يجوز له أن يستقبل القبلة ولا يستدبرها وهو يقضي
حاجته، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح ، ثم يستنجي بالماء بعد انتهائه من قضاء
حاجته، وإن شاء استجمر بالحجارة أو المناديل، ويحرص أثناء الاستنجاء أن لا يمس ذكره بيمينه،
فإذا أراد أن يتوضأ، فليبدأ بالبسملة فيقول: بسم الله، وإن تركها فلا شيء عليه، لأن الصواب والله أعلم أن التسمية عن الوضوء مستحبة وليس بواجبة.
ثم يبدأ في أعمال الوضوء فيغسل يديه ثلاثاً، وهذا الغسل مستحبٌّ وليس بواجب، ثم يبدأ
بالواجبات فيتمضمضُ ويستنشقُ ثلاثاً ، ومن الملاحظ أن كثيراً من الناس يتمضمضون
ثلاث مرات، ثم يستنشقون ثلاث مرات، وهذا خلاف الأولى، لأن السنة أن يأخذ الإنسان
في كفه ماءً فيتمضمض ويستنشق بذلك الكف نفسه ، إذن فالأفضل أن يأخذ ثلاثة أكُفٍ من الماء، يتمضمض ويستنشق من الكف الأول ثم الثاني كذلك ثم الثالث كذلك.
ثم يغسل وجهه ثلاث مرات، ثم يغسل يديه ثلاث مرات من أطراف الأصابع حتى المرفقين،
ثم يمسح برأسه مرة واحدة مع أذنيه، ثم يغسل رجليه إلى المرفقين ثلاثاً ، ولْيَعْلَم
المسلم أنَّ غسله لأعضائه ثلاث مرات إنما هو الأفضل، ويجوز غسل الأعضاء مرة، ويجوز
مرتين، والثلاث أفضل، فإن زاد على الثلاث فقد أخطأ ويُخشى عليه من الإثم، لقوله صلى
الله عليه وسلم: ” فمن زاد على ذلك (يعني على الثلاث) فقد أساء وتعدى وظلم” .
وينبغي للمسلم إذا مسح برأسه أن يمسح أذنيه بنفس الماء الذي مسح به رأسه، فإذا
مسحتَ رأسك يا أيها المسلم فامسح أذنيك بالماء المتبقي من مسح الرأس، ولا تأخذ
للأذنين ماءً جديداً ، وينبغي للمسلم في وضوئه أن يعمل بالسنن التي تكمل وضوءه؛
ومنها أن يستاك عند الوضوء، ومنها أن لا يتجاوز مقدار الماء الذي كان النبي صلى الله
عليه وسلم يتوضأ به، فقد جاء في الصحيحين أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان
يتوضأ بالمُـد، وهو أقل من اللِتر، ولو تأملنا ذلك لأصابتنا الدهشة مما يفعله بعض الناس
اليوم، حيث يفتح أحدهم الماء بقوة ثم يبدأ في وضوئه، فإذا انتهى من وضوئه إذا به قد استنفد أرطالاً وأسطالاً من الماء!
ومما يجب على المسلم أن يتأكد من وصول الماء إلى أعضائه ..
ففي الصحيحين مرفوعاً: ” ويل للأعقاب من النار” والأعقاب: جمع عَقِب، وهو العظم الذي
يكون في آخر القدم، وهو من الأعضاء التي لا يصل إليها الماء إذا استعجل الإنسان في
وضوئه ،ولذلك نبَّه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يتأكَّدوا من غسل أعقابهم، وحذَّر من أهمل غسلها من عذاب النار.
فالواجب على المؤمن أن يعتني بوضوئه، وأن يتأكد من وصول الماء إلى جميع أعضائه
التي يجب غسلها، فإن أمر الوضوء عند الله عظيم ، ومن الناس من ابتلي بالوسواس، فلا
يطمئن في طهارته، فربما كرر غسل أعضائه، وربما أعاد وضوءه، وربما شك أحياناً كثيرة
في انتقاضه ، وهذا كله من الشيطان وهو عدو لابن آدم، فلا يزال يوسوس له ليؤذيه
ويفسد عليه عبادته، حتى يوصل الإنسان إلى أسوأ الأحوال، فربما يترك المسلم الطهارة والصلاة بالكلية من أجل ذلك.
والحل لهذه المشكلة أن يعزم الإنسان عزمةً قوية، عزمة رجلٍ حازم، فيتطهر كما يتطهر
المسلمون، فإن أتاه الشيطان بالشك فليطرده أشد الطرد، وهو في ذلك مستعين بربه
ومولاه، وليعد المحاولة مرة ومرات، حتى يشفى بإذن الله ، فإن ساءت حاله فليبادر إلى
عرض نفسه على طبيب نفسي ثقة، فما أكثر من شُفي من الوسواس “بإذن الله” بسبب زيارة للطبيب.