يؤكد المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي تُنظّمه أبوظبي سنوياً، على ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى العالم في رياضة الصيد بالصقور والحفاظ على استمراريتها وتوارثها جيلاً بعد جيل، وتعزيز جهود صون الصقارة كتراث إنساني، مع حرصها الواضح على التوازن الطبيعي والحفاظ على النوع من خلال تطبيق الصيد المُستدام.
ويُضفي قطاع الصقارة وصناعة وابتكار مُستلزماتها، أهمية بالغة على الدورة القادمة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وهو الفعالية الأبرز التي ينتظرها عُشّاق المعرض في كل عام مُنذ دورته الأولى العام 2003، والتي شكّلت أحد أهم عوامل الجذب والنجاح على مدى الدورات اللاحقة.
وتُقام الدورة الـ (18) من المعرض، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، وذلك خلال الفترة من 27 سبتمبر ولغاية 3 أكتوبر القادمين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات.
وقد تمكنت الشركات العارضة في هذا القطاع من زيادة مبيعاتها على نحوٍ كبير عبر لقاء كبار الشخصيات المُهتمة برياضة الصيد بالصقور، وقادة الصناعة وخبراء التسويق، وعقد صفقات وشراكات مع أبرز الوكلاء والموزعين المحليين، لتسويق مُنتجاتها من مزارع الصقور ومختلف أدوات ومُستلزمات الصقارة التقليدية والتقنية الحديثة.
وأكد معالي ماجد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة والأمين العام لنادي صقاري الإمارات، أنّ الدعم اللامحدود الذي يحظى به المعرض الدولي للصيد والفروسية من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والاهتمام الكبير الذي يوليه لجهود المحافظة على التراث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الدائمة من قبل راعي المعرض سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، تُمثّل العامل الأساس في تحقيق النجاح الإقليمي والعالمي لهذا الحدث الذي أثبت ومن خلال دوراته السابقة، أنه استطاع استقطاب أنظار العالم إلى أرض العاصمة الإماراتية، بهدف تعزيز الصيد المُستدام وصون التراث.
واعتبر أنّ معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يكتسب أهمية خاصة كونه من المعارض الفريدة على مستوى العالم، التي تحرص على صون تراث الصقارة والحفاظ على البيئة وتعزيز الصيد المُستدام والمتوازن للموارد الطبيعية في ظلّ الأنظمة والاتفاقيات الدولية المُعترف بها. ومن هنا يحظى المعرض بمشاركة دولية واسعة من المنظمات والمؤسسات المعنية بالترويج لرياضات الصيد والحفاظ على الأنواع.
أبوظبي، محطة جاذبة لصقاري العالم..
ويحرص عدد كبير من مربي الصقور والمُختصين بتكاثرها وتدريبها ورعايتها، إضافة لمُصنّعي ومُبتكري أدوات الصقارة ومُستلزماتها، من منطقة الشرق الأوسط ومختلف القارات، للتواجد في فعاليات هذا الحدث الذي أصبح وجهة فريدة لصقاري العالم ومحطة جاذبة لمربي الصقور، ومُلتقى للتشاور وتبادل الخبرات حول عالم الصقارة والصيد المُستدام.
واعتاد جمهور المعرض من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، أفراداً وعائلات، على حضور فعالياته بشكل سنوي، حيث تستقطبه عروض الصقارة الفلكلورية والمنصّات المخصصة للصقور المُكاثرة في الأسر، والمسابقات التراثية الشيقة.
وتُشارك في المعرض شركات إقليمية ودولية تُقدّم أحدث التقنيات المتعلقة بالصقارة ومُستلزماتها القديمة والحديثة، إضافة للشركات المُهتمة بصحة الطيور وعلاجها وأدويتها، فضلاً عن جمعيات ونوادي مختصة بتربية الصقور وتدريبها والصيد بها، تنتمي للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة الذي يضم في عضويته 75 ألف صقار يُمثّلون 110 نادياً ومؤسسة من 87 دولة.
وتُمارس رياضة الصيد بالصقور في مختلف قارات العالم، وقد نجحت جهود دولية قادتها الإمارات بتسجيل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للصقارة كتراث إنساني حي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك في نوفمبر 2010، لتحصل الصقارة من خلال ذلك على أرقى وأهم اعتراف عالمي بما تُمثله من تقاليد وقيم مجتمعية متوارثة تعود لآلاف السنين. وكان لنادي صقاري الإمارات، الجهة المُنظمة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية دور أساس ومُهم في عملية التسجيل التي انضمت إليها لغاية اليوم 22 دولة.
كما ويتعرّف زوار المعرض سنوياً على برنامج إطلاق الصقور في البرية، والذي يُعتبر من التقاليد العريقة التي أسسها وأرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في مجال حماية الكائنات، وما زال مستمراً بنجاح منذ العام 1995 ولغاية اليوم، حيث تمكّن البرنامج في العام الماضي من إطلاق 76 صقرا من نوعي الحر والشاهين المعرضين للمخاطر في جمهورية أوزبكستان، ليرتفع العدد الإجمالي بذلك إلى 2002 صقر منذ إطلاق البرنامج لأول مرة، مما أتاح لصقور الحر والشاهين التكاثر في مواطنها الأصلية وزيادة أعدادها.
مزاد الصقور، منصّة دولية في أبوظبي
ويُعتبر مزاد الصقور في المعرض، الذي أطلقته اللجنة العليا المنظمة في الدورة الأخيرة بهدف تعزيز ممارسة الصقارة والصيد المستدام، من أكثر الفعاليات جذباً للجمهور. ويهدف المزاد في ذات الوقت لاستقطاب مزارع الصقور في مختلف أنحاء العالم التي باتت تتنافس فيما بينها لتقديم أفضل ما تُنتجه خلال مُشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
ويُشارك في المزاد الفريد من نوعه، ملاك الصقور ومزارع الصقور، والصقارون من دولة الامارات وسائر دول العالم، ورجال أعمال مهتمون بقطاع الصقارة ، وكبار الشخصيات.
وتحوّل معرض أبوظبي للصيد والفروسية، إلى منصّة دولية تستعرض أجود أنواع الصقور المكاثرة في الأسر في أبوظبي بعد أن كان صقارو الإمارات والمنطقة يُسافرون للخارج لشراء الصقور من مزارع خاصة في أوروبا. حيث بات المعرض يوفر لهم في أبوظبي منصّة مثالية دولية لبيع وشراء الصقور المنتجة من أفضل مزارع إكثار الصقور في العالم.
ويُتاح في معرض أبوظبي لجميع الجنسيات اقتناء صقور ذات جودة عالية وأداء مميز في الصيد، وهو ما شجع رواد الأعمال على الاستثمار في مجال إكثار الصقور في الأسر حول العالم.
أوّل مُسابقة في العالم لاختيار أجمل الصقور
ومنذ انطلاق دورته الثانية في العام 2004، اكتسبت المسابقات المبتكرة التي أطلقها المعرض شهرة عالمية واسعة وحققت السبق والريادة لإمارة أبوظبي في مجال الفعاليات التي تسعى للحفاظ على التراث الثقافي وصون الأنواع وحماية البيئة في آنٍ واحد.
وجاء في طليعة تلك المسابقات، مُسابقة أجمل وأكبر الصقور المكاثرة في الأسر، حيث يُحسب لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية أنّه أوّل من أطلق هذه الفعالية الفريدة من نوعها على مستوى العالم، ومن خلاله انتقلت فكرة المُسابقة للعديد من الدول.
وجاء إطلاق المسابقة من منطلق تشجيع الصقارين على استخدام الصقور المهجنة في ممارسة رياضتهم المفضلة، وتحفيز خبراء إكثار الصقور ومزارعها على إنتاج صقور أكبر حجماً وأجمل شكلاً من حيث الريش واللون، والاستغناء بالتالي عن استخدام صقور الوحش في البرية بما يتيح لها فرص التكاثر بشكل أكبر.
وقد حققت مسابقة أجمل الصقور المكاثرة في الأسر شهرة عالمية واسعة واستقطبت العديد من المشاركين الذين يحرصون سنوياً على تقديم أفضل ما لديهم من الصقور المكاثرة في مزارع تم تأسيسها في المنطقة والعديد من الدول في أوروبا وغيرها، وحازت على تقدير الجهات الإقليمية والدولية المعنية بصون التراث وحماية البيئة لما شكلته من تحفيز كبير للصقارين للمحافظة على الصقور البرية.
وتتولى لجنة تحكيم مكونة من خبراء إماراتيين ودوليين في مجال الصقور وإكثارها، تقييم الصقور المشاركة بدقة وفق العديد من الشروط منها الوزن وقياسات جسم الطير، بالإضافة إلى تناسق الريش ولونه، وتفاصيل الرأس والجسم وأرجل الطير، وكذلك المظهر الجمالي العام، فضلاً عن صحة الطير وخلوه من الأمراض.
يُذكر أنّه تمّ اعتماد ثيمة الحدث للدورة القادمة “استدامة وتراث.. بروحٍ مُتجدّدة”، انعكاساً لجهود أبوظبي والعالم في تعزيز استدامة البيئة والصيد والرياضات التراثية والأعمال التجارية ذات الصلة، وبلورة استراتيجية شاملة لتطوير الحدث وابتكار المزيد من الفعاليات والأنشطة التي ترتكز على نجاحات الدورات الماضية بروح مُتجدّدة مُبدعة.
ويُعتبر المعرض الذي وجّه بإقامته الشيخ زايد، بأبوظبي في العام 2003، قصة نجاح متواصلة في صون البيئة والصيد المُستدام وتقديم التراث وتعزيز وعي الشباب والأجيال بالتقاليد والثقافة الإماراتية الأصيلة، ونموذجاً للفعاليات الكبرى التي أصبحت تُنظمها دولة الإمارات على مدى السنوات اللاحقة.
ويتجلّى غنى المعرض وشموليته في الأقسام الـ 11 المُتنوعة التي يضمّها، وهي: الفنون والحرف اليدوية، الفروسية، الصقارة، رحلات الصيد والسفاري، مُعدّات الصيد والتخييم، أسلحة الصيد، مشاريع الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي والترويج لها، مركبات ومُعدّات الترفيه في الهواء الطلق، المنتجات والخدمات البيطرية، مُعدّات صيد الأسماك والرياضات البحرية، ووسائل الإعلام المُختصّة.
زر الذهاب إلى الأعلى