مقالات وتقارير

” آفةُ الخوف “

” آفةُ الخوف “

مقال بقلم الشاعر و الكاتب / محمد يوسف
لم نخاف؟ متى نخاف؟ مما نخاف؟

الخوفُ فطرة و سمة فطرنا الله تعالى عليها لم ينجُ منها إنسانٌ قط. لكن السؤال هنا: هل يخاف الإنسان من شئ فات أم من شئ آت؟

إجابتي أن الخوف يكون من ماضٍ أو من مجهول.

الخوف من بعض الأشياءِ أو من بعضِ الأحداث يكون مبنياً على خبرة سابقة من مردود

الأشياء أو الأحداثِ علينا و لا أقصد هنا الخوف من مستقبلك ولكن الخوف من مخزون داخلك تجاهها، والدليل في أمرين:

الأول هو الخوف من المجهول كالظلام مثلاً أو من كل شئ مُنافٍ للواقع

و الثاني هو الخوف من شئ رسخ في وجداننا أنه قد سبب أذى أو ضرراً لأحدٍ في وقت سابق كالخوف من حيوانٍ أو من نارٍ أو ما شابه.

الغريب في موضوع الخوفِ من الماضي هو استمرار الخوف حتى بعد زوال السبب كالخوف من حيوان منقرض كالديناصور

أستشهد هنا برباعية الراحل صلاح چاهين عن الخوف من الديناصور حيث قال:
كان فيه زمان سحلية طول فرسخين

كهفين عيونها و خشمها بربخين
ماتت لكين الرعب لم عمره مات
مع إنه فات بدل التاريخ تاريخين
عجبي !!

نجد هنا استمرار الخوف حتى بعد يقيننا من انقراض الديناصور أي من زوال السبب.

الخلاصة أن الخوف آفة يجب علينا التخلص منها أو مقاومتها فهو المانع الأساسي من استمرار التفكير الإيجابي و اتخاذ القرار السليم.

فكما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ” الأيادي المرتعشة لا تقوى على البناء”.

أصعب ما في الخوف و أغربه هو أن الخوف يمنعنا عن مقاومة المخاطر حتى الخوف نفسه كما قال صلاح چاهين:

سهيـر ليـالى ويـامـا لفيـت وطفـت
وف ليلـة راجـع فى الضـلام قمـت شفت
الخـوف . . كأنـه كلـب سـد الطريق
وكـنـت عـاوز أقتـله . . بس خفـت
عـجبى !!

أريد أن أختم بأن حين الخوف يتساوى الجميع، القوي و الضعيف، العالم والجاهل، و هكذا.
الخوف إن أتى توقف العقل و جمحت القوى

نصيحتي: لا تجعل خوفك مبنياً على وهم، ثق في نفسك و في قدراتك، ولا تجعل خوفك يسيطر على عقلك و يسلبك قواك.

قاوم خوفك و واجه ما يخيفك فأنت دائماً أقوى.

 

 

 

" آفةُ الخوف "

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى