من هو محمد عبد الحفيظ حسين المحكوم عليه بالإعدام الذى استردته السلطات المصرية من تركيا وماهي تهمته
كتبت:مرثا عزيز
“العلاقة المحرمة”بين تركيا والإخوان من هو “محمد عبد الحفيظ حسين” المحكوم عليه بالإعدام الذى استردته السلطات المصرية من تركيا وماهي تهمته؟ هرب الكثير من إخوان مصر الذين هربوا بعد سقوط نظام محمد مرسي العام 2013، توجهوا إلى تركيا، ومنهم مثل محمود حسين، وباسم الخفاجي، مئات اشتغلوا بالإعلام ومنحتهم تركيا تراخيص قنوات تلفزيونية لا تزال ثلاث منها حتى الآن وهي “مكملين” و”الشرق” و “وطن”، الأخيرة تمثل الإخوان بشكل رسمي، فيما قناة الشرق يديرها المعارض الهارب أيمن نور.
كما وظفت تركيا الاخوان المسلمين برعاية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيث شكلوا “رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج”، وفي موازاتها رابطة أخرى دولية للإعلاميين كان يشارك في تأسيسها وقيادتها الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي لتكون منبرًا للإسلام السياسي ومروجًا له في الشرق الأوسط بقيادة أردوغان.
كشفت صحيفة “تركي عربي” عن أسباب ترحيل المصري محمد عبد الحفيظ حسين، من مطار أتاتورك إلى القاهرة، الصادر ضده حكم غيابي بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات، وفقاً لمصادر خاصة في شعبة الجوازات بمطار “أتاتورك الدولي”.
وقالت الصحيفة أن طائرة متجهة إلى القاهرة عبر أسطنبول قادمة من مقديشو وصل “محمد عبد الحفيظ” إلى نقطة الجوازات وأراد دخول الأراضي التركية، وبعد التدقيق تبين أنه لا يحمل الشروط المعتمدة في الحصول على الفيزا لدخول تركيا، فتمت إحالته إلى مركز تدقيق الجوازات، وبعد إجراء التحقيقات تبين أنه يخالف شروط الفيزا نوع B1، بعدها تم إصدار قرار باعتباره مسافرا غير ممكن أن يدخل تركيا وتمت الإجراءات اللازمة لإعادته إلى مقديشو.
وأضاف التقرير أنه “بعد محادثته مع أحد افراد الأمن قال إنه لا يريد الذهاب إلى مقديشو بل إنه يريد المتابعة إلى النقطة التالية حسب تذكرة سفره أي القاهرة، علمًا بأنه تأخر عن موعد الطائرة المتجهة إلى القاهرة في تاريخ 17 ينايرالجاري، في الساعة 07:25، بسبب محاولته الدخول إلى تركيا بشكل غير قانوني فتم تعديل التذكرة إلى الساعة 8:15 من نفس اليوم، لكن وفقاً لرواية الصحيفة فقد أعلم مسؤولي الأمن بالمطار أنه لايريد الذهاب إلى القاهرة أيضاً وانه يصر على الذهاب لتركيا، وبسبب إصراره تحدث أحد المسؤولين مع الجوازات في مصر وتم الابلاغ عن اسمه وجاء الخطاب أنه يجب ترحيله لمصر لأنه هارب من حكم بالإعدام، وبالفعل تم ترحيله.
-من هو محمد عبد الحفيظ وعلاقته بالإخوان:
محمد حسين، البالغ من العمر 29 عامًا، هرب إلى الصومال والتحق بحركة الشباب بعد اتهامه بالمشاركة في جريمة اغتيال النائب العام المصري،وكان الشاب يحمل معه أسماء قيادات من الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا بتوصيات أن يتصل معهم ليسهلوا له الدخول والإقامة، لكن الذي حصل هو أن السلطات التركية رفضت دخوله بدعوى أنه يحمل تأشيرة إلكترونية غير صالحة، ثم جرى ترحيله ليس إلى مكان إقامته في الصومال، وإنما إلى القاهرة، رغم إبلاغه الأمن التركي بأنه محكوم غيابيًا بالإعدام في القاهرة.
وفي المقابل، تشاجر أعضاء من الإخوان، مقيمون في تركيا، الاتهامات بخيانة زملاء لهم في التنظيم لأنهم علموا بالأمر في حينه، ولم يتصرفوا كما يُفترض، وردًّا على هذه الاتهامات، خرج من بين الإخوان من يقول إن محمد حسين لم يعد عضوًا في تنظيم الإخوان؛ لأنه التحق مع تنظيم داعش.
وفي الأثناء كان هناك على السوشيال ميديا من يستذكر أن محمد حسين ليس الوحيد في تنظيم الإخوان المسلمين الذي يلتحق بتنظيمات القاعدة وداعش؛ لأن القاعدة الفكرية واحدة في الأساس، ثم لأن تنظيم الإخوان تداعى وأكل بعضه إلى درجة أن الكثيرين من شبابه “كفروا” به والتحقوا بالميليشيات الجهادية المسلحة.
في العام 2001 فاز أردوغان بالانتخابات بعدما أسس حزب العدالة والتنمية ليكون أداته التنظيمية في حلم قديم لاستعادة الإمبراطورية العثمانية من فوق عربة الإسلام السياسي. في العام 2006 استقبل أردوغان خالد مشعل زعيم حركة حماس، وكانت زيارة سرية كشفها الإعلام.
وفي العام 2010 استخدم أردوغان الإخوان المسلمين وحماس وقضية فلسطين، ليخوض معركته مع إسرائيل بشأن سفينة فلونيلا التركية التي كانت متوجهة إلى غزة.
وابتداء من 2011، وما سمي بـ”الربيع العربي” الذي وظفت له قطر قناتها الجزيرة، كان أردوغان شريكًا للدوحة في توظيف الإخوان المسلمين، ودفعهم لقيادة انتفاضات الشوارع العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.
في مصر رفع الإخوان في ميدان التحرير صور أردوغان، ثم لجأوا إليه بعد العام 2013 عندما سقط نظام مرسي، واستضافتهم إسطنبول في مؤتمرين عامين للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وأنشأت لهم العام 2014 تنظيمًا سمي بـ “المجلس الثوري المصري”. وعندما اضطرت قطر تحت الضغط الدولي لترحيل بعض أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين من أراضيها، توجه بعضهم إلى تركيا وهم على قناعة بأن مصالحهم التنظيمية ترعاها تركيا وهي تريدهم أن يكونوا جزءًا من مشروع أردوغان في الهيمنة على الشرق الأوسط من خلال برنامج الأسلمة السياسية.
ما الذي استجدّ؟
ولكن كان من الغريب في تلك المرة أعتراف “أردوغان” أن لديه شبكة علاقات سرية مع النظام السوري ومرجعيتهما هي اتفاقية أضنة، وكان لافتًا أن عملية ترحيل الشاب المصري محمد عبد الحفيظ حسين إلى القاهرة ليواجه حكم الإعدام على خلفية عضويته بتنظيم الإخوان المسلمين وشبكاته الإرهابية، جاءت في توقيت تشهد فيه استراتيجية أردوغان بالمنطقة انعطافات مفتوحة السيناريوهات.
هذا الاعتراف جاء مرفقًا بتسريبات إعلامية، يجري نفيها، عن إعادة تنشيط العلاقات بين تركيا وإسرائيل، في سياق الترتيبات الجارية بشأن مستقبل غزة، وكذلك الترتيبات متعددة الأطراف لاستثمار حقول الغاز الضخمة على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، ابتداء من المياه المصرية وانتهاء بمياه الشطر التركي من قبرص. وفي هذا المشروع الإقليمي الذي يعول عليه اردوغان، فإن المقر والمرجعية هي مصر.